"دخلْت الدراسة الجامعية وفي صدري شغف للأعمال الإنسانية تطوعيا بعيدا عن المنافع المادية، ولم تمنعني أو تبعدني دراسة التاريخ عن رغبتي تلك، ومن حسن حظي أن وجدت أحد أساتذتي مشجعا لي لتحقيق أمنيتي لتكون هذه المفارقة نقطة الانطلاقة"، هكذا روى الشاب العراقي محمد إحسان أمين او (محمد النقيب) بداية مسيرته التطوعية التي بدأت قبل تسعة أعوام.
ويقول لـ الجزيرة نت إن "موضوع الحصول على الخبرة لم يشغل باله إطلاقا فالإنترنت جعل العالم بين أيدينا ومن خلال المواقع التعليمية والاجتماعية شاركت بقرابة الثلاثين ورشة تدريبية اكتسبت فيها أهم ما يمكنني من تحقيق حلمي في المجال التطوعي"، مشيرا إلى أنه "من خلال مشاركاتي التدريبية نظريا كنت امارس ما اكتسبه محليا على أرض الواقع حتى بدأ زملائي يشعرون بحبهم لهذا المجال".
وعن ذلك يقول الأستاذ بكلية الآداب قسم التاريخ صلاح العبيدي إنه "شعر بتميز أمين في القسم فقد كان السبّاق لأي عمل تطوعي بالكلية ولربما بعموم الجامعة، فكانت همته بإشراكه وتكليفه بالأعمال التطوعية حتى فرض نفسه من خلال نشاطه ودرايته المعرفية بإستراتيجية هذه الأعمال إلى جانب خبرته بالحاسوب والتي أضفت له نوعا من الريادة بإدارة أعماله بنفسه"، مبينا انه "أثبت وجوده حين كان من أول المبادرين لإغاثة النازحين القادمين لمحافظة كركوك مطلع سنة 2014".
ويتابع ان انضمامه ل‍مؤسسة كوكار للتنمية المستدامة والتطوع بمدينة كركوك وتنصيبه مسؤولا على القسم التطوعي كان درجة السلم الأولى نحو التفوق، فالمشاركات والمحاضرات التدريبية المحلية سريعا ما أخذته نحو البروز بالعمل التطوعي، وكان دخوله الأول ممثلا عن العراق عبر مشاركته بمهرجان (تعليم من أجل التنمية) الذي نظمته منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) ب‍لبنان، لتتوالى بعدها الدعوات العربية والعالمية للمشاركة كمدرب ومحاضر للأعمال التطوعية حاملا اسم العراق في الكثير من المحافل الدولية، مشيرا إلى أن أبرز مشاركاته الدولية كانت في فرنسا وقبرص وقطر.

ويشير "إلى جانب حبي للفكرة وهمتي التي اعتدت عليها بمختلف أنشطتي إلا أنني لا أبخس دور زملائي في المؤسسة معنويا فتشجيعهم كان حافزا آخر في مسيرتي التطوعية التي أسعى من خلالها إلى تثقيف واستقطاب أكبر عدد من الشباب للأعمال التطوعية، وهو ما تحقق فعلا العامين الأخيرين، وبدأت خلية المتطوعين لدينا تتمدد بشكل لافت، وهذا ما يدفعني للمواصلة وتحقيق الهدف الأسمى وهو دفع الشباب للتطوع بجميع مفاصل الحياة بما يجيدون ويبدعون به".

شهادات

يقول أحد المتطوعين ويدعى مروان "نجاحات أمين لا يمكن أن تنكر فوجوده كمتطوع جاء بعد لقاء دون سابق موعد تعرفت خلاله عليه واستطاع إقناعه بهذا المجال"، مشيرا إلى أنه "واظب على تدريبه بلا ملل لتنمية قدراته وتوضيح أهمية هذا العمل الذي أصبح الشغل الشاغل والهدف الأسمى لديه لاحقا حتى أصبحت اليوم عضوا ناشطا في مؤسسة كوكار".

ويشاطر هلو علي العضو المؤسس بمنظمة كوكار زميله مروان الرأي، مؤكدا أن "أمين أثبت منذ الأيام الأولى من انضمامه لكوكار أنه على قدر المسؤولية، وفي غضون أسابيع قليلة استحق بجدارة أن يكون مدير القسم التطوعي بالمؤسسة، ومن خلال منصبه قدم الكثير للمجتمع لا على مستوى كركوك فحسب بل على مستوى العراق أيضا".

وتابع أن "أبرز ما يميز أمين أسلوبه بالإقناع المقترن بالعلمية والخبرة اللتين ساعدتاه على استقطاب جموع شبابية للانضمام والمباشرة بالأعمال التطوعية ليصبح اليوم مرجعا يحتذى به في هذا الجانب الإنساني، وهو بحق يستحق ما وصل إليه كمدرب دولي".

وأكد أن "زملاءه يشعرون بالفخر لحصول أمين على وسام وشهادة أفضل مشارك بمهرجان الطلاب والشباب من قبل الرئيس الروسي فلادمير بوتين، إلى جانب وضع بصمة عراقية في برنامج (التطوع الإقليمي) من خلال مشاركته كمتطوع إعلامي ب‍كأس أمير قطر مؤخرا".

لمتابعة اعماله يمكنكم متابعته عبر صفحته الشخصية على الانستغرام : Mo_ihsani@

https://i.suar.me/4OQKo/m